من أراد دوام العافية فليتقّ الله، ما أقبل مقبل عليه إلا وجد كل خير لديه، ولا أعرض معرض عن طاعته إلا وتعثّر في ثوب غفلته: والله ما جئتكم زائراً إلا رأيت الأرض تطوى لي ولا انثنى عزمي عن بابكم إلا تعثّرت بأذيالي. روى أبو هريرة، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال:" قالَ ربُّكم عزَّ وجلَّ: لَو أنَّ عبادي أطاعوني لأسقَيتُهُمُ المطرَ باللَّيلِ، وأطلعتُ عليهمُ الشَّمسَ بالنَّهارِ، ولما أسمعتُهُم صَوتَ الرَّعدِ "، مسند أحمد. قال أبو سليمان الداراني:" من صفا صفا له، ومن كدر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كفي في نهاره "، وقال الفضيل بن عياض:" إنّي لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي ". فيامن من يريد دوام العيش على البقاء، دُم على الإخلاص والنّقاء، وإياك والمعاصي، فالعاصي في شقاء المعاصي، والمعاصي تذلّ الإنسان وتخرس اللسان، وتغيّر الحال المستقيم، وتحمل الاعوجاج مكان التقويم. قال يحيى بن أبي كثير:" لمّا أصاب داود الخطيئة، نفرت الوحوش من حوله، فنادى: إلهي ردّ عليّ الوحوش كي أستأنس بها، فردّها الله عليه، فأحطن به واصطفن إليه، فرفع صوته بقرآنه الزّبور، فنادته هيهات هيهات يا داود، قد ذهبت الخطيئة بحلاوة صوتك، فكان يقول: بحّ صوتي في صفا أصوات الصّديقين، وأصبحت كالبازي المنتف ريشه، يرى حسران كلما طار طائر ". (1) يرى طائرات الجوّ يخفقن في الهوى فيذكر ريشاً من جناحه وافر وقد كان دهراً في الرّياض منعّماً على كلّ من يهوى من الصّيد قادر إلى أن أصابته من الدّهر نكبة فأصبح مقصوص الجناحين حاسر مضى السّابقون الأولون لفورهم وقصرت في أمري وإنّي لخاسر. (1)
بعض ثمرات الطاعة
watch_later
السبت، 20 أغسطس 2016
comment
Add Comment