للعلماء في الوقف على رأس الآية
أثناء تلاوة القرآن مذهب ، وسنفصل القول فيها كما يأتي:
- المذهب الأول:
جواز الوقف على رأس الآية ، والابتداء بما بعدها ، مهما اشتد تعلقها بما
بعدها تمسكاً بالسنة: فقد روى أحمد في مسنده والترمذي وأبو داود وغيرهم عن أم سلمة
رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ يقطع قراءته آية
آية ، يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم) ثم يقف ، ثم يقول: (الحمد لله رب العالمين)
ثم يقف.رواه الترمذي وهو حديث حسن. وهو مذهب الجمهور.
- المذهب الثاني:
أن حكم الوقف على رؤوس الآيات كحكمه على غيرها من حيث التعلق وعدمه ، فإن
كان متعلقاً بما بعده وصل ، وإلا وقف نحو الوقف على: (الْمُصَلِّينَ) من قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ) [الماعون:4]. فإنه قبيح ، لأن الويل ليس للمصلين بل
للذين هم عن صلاتهم ساهون.
- المذهب الثالث:
الوقف على رأس الآية ، عملاً بالسنة ثم وصلها بما بعدها لبيان المعنى وهذا
هو الراجح ، ففيه الجمع بين السنة والهدف الأساسي من التلاوة ، وهو فهم المعنى
والتدبر ، ولا يكون ذلك إلا بالجمع بين المترابطات بعضها ببعض. وقيل: إن المذهب
الأول هو الراجح والمشهور عند أهل الأداء.. والله أعلم.
* وخلاصة القول في الوقف: إنه يختلف باختلاف القراء وذلك راجع إلى اختلاف
فهمهم للمعنى ، وقد اختلف فيه علماء الرسم ، ولتوضيح ذلك نرجع إلى قول الله عزوجل:
(إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا
أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) [النمل:34].
فلو اعتبرنا قول الله: (وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) على لسان ملكة سبأ
بلقيس يكون الوقف على: (أَذِلَّةً) وقفاً حسناً؛ لارتباطه
بما بعده في المعنى واللفظ ، وذلك لأن الواو على هذا –تكون واواً عاطفة- وإذا
اعتبرناه من قول الله تصديقاً لكلام بلقيس يكون الوقف على: (أَذِلَّةً) تاماً ؛ لأن الواو على هذا تكون واواً استئنافية.
- المصادر المراجع:
-
معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء: الشيخ
محمود الحصري.
-
كيف تقرأ القرآن: الشيخ محمد أبو الفرج صادق.
-
بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد
شحادة الغول.