قصة إسحاق عليه السلام

watch_later الاثنين، 8 أغسطس 2016
ذكر الله قصة إسحاق ضمن قصة أبيه إبراهيم عليهما السلام، فقد بُشِّر به على الكبر، ووهبه له بعد أن وهب له إسماعيل، كما ذكرنا من قبل.
فشب الغلام بين أبويه الكريمين على مثال الخلق الفاضل والكمال الوافر، ونهل مع أبيه العلم، وورث منه الحلم كما ورثه منه إسماعيل إلا أن إسحاق قد برز في العلم، وإسماعيل قد برز في الحلم، فوصف الله كلا منهما بما قد برز فيه واشتهر به حتى صار كالعلم عليهما، بحيث إذا قيل: أقبل العليم- بأنه إسحاق، وإذا قيل: أقبل الحليم- عرف بأنه إسماعيل.
ولما شب إسحاق عليه السلام وبلغ مبلغ الرجال زوجه أبوه من «رفقة بنت بتوئيل» فولدت له «عيسو» و«يعقوب» في بطن واحدة.
وكان عيسو حقوداً حسوداً يضمر الشر لأخيه يعقوب، فنجاه الله منه بهجرته إلى خاله «لابان بن بتوئيل» على ما سيأتي بيانه في قصته، وقد أرسل الله إسحاق إلى قومه فلبث فيهم عمراً طويلاً يدعوهم إلى الله، ويعلمهم أحكام الشريعة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام حتى لقى ربه عز وجل.
وقد وصفه الله تعالى بأوصاف حميدة غير الوصف الذي اشتهر به فقال: ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الصافات:112]، وقال: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ45/38إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ46/38وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْـمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ﴾ [ص:45-47].
وعاش إسحاق حتى بلغ من العمر مائة وثمانين سنة. وكانت وفاته بعد غياب حفيده يوسف بمصر باثنتي عشرة سنة، ودفنه ابناه عيسو ويعقوب في الغار الشريف حيث دفن إبراهيم وزوجه سارة، ورفقة امرأته.
* * *
* المرجع: قصص القرآن: د. محمد بكر إسماعيل.



sentiment_satisfied Emoticon