تحتل القصة مكانة رفيعة في نفوس البشر على اختلاف أجناسهم وبيئاتهم،
ولغاتهم وأعرافهم، وذلك لما فيها من استهواء للنفوس، ولما في أسلوبها من
مسايرة للفطرة يستوجب الولوع بها، والحرص على تحصيلها، والانتفاع بما فيها
من مقاصد وتوجيهات وأمثال تبرز المعاني الدقيقة في صور مُحسَّة منتزعة من
الواقع أو من الخيال فهي موجه قريب المنال سهل التأثير، مع قوة فاعليته في
النفوس بما يحدثه من إثارة وتشويق.
ولا ينكر أحد أبداً ما جاء به القصص القرآني من توجيهات دينية لكل ما جاء به الإسلام من مبادئ وعقائد، ولكل ما أنكره الإسلام من خلق وعادات وآراء زائفة وعقائد وعبادات باطلة، نلمح هذا ونحسه أغراضاً وأهدافاً تأتي بين طيات هذا القصص وفي ثناياه.
ويجدر بنا أن نوجز هذه الأغراض السامية في السطور التالية:
(أ) تثبيت العقائد الصحيحة ونفي الخرافات والأفكار القديمة، إذ يبدو بكل وضوح في القصص القرآني أنه يتجه في جملته إلى إرساء دعائم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وذلك بذكر أقوال المرسلين وأفعالهم، وتصوير ما هم عليه من كمال في الدين وسمو في الخلق ونبل في السلوك.
وهذا المقصد هو من أمهات المقاصد وأسماها يدل عليه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ﴾ [الأنبياء:25].
ولقد كان في قصص القرآن دروس وعبر، وآيات ونذر، يهدى بها الله من شاء من عباده ليقبلوا دعوة الله، ويتحولوا عن الأوضاع الجاهلية في ممارسة ما كان عليه الآباء من الشرك والوثنية وشؤون الجاهلية.
والحق الذي لا مرية فيه أن دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانت واحدة في مجموعها وفي أصلها وفي اتجاهها، يقرر ذلك قوله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى:13]
(ب) وفي القصص القرآني تثبيت لقلب النبي صلى الله عليه وسلم ومواساة له وللمؤمنين معه، وحث على مواصلة الدعوة إلى الله تعالى في تؤدة وصبر وجلد، ولذلك نرى القرآن الكريم يحض في ثنايا القصص على التأسى بالأنبياء والمرسلين والاقتداء بهم في سيرتهم مع أممهم حتى يتمكنوا من تبليغ الرسالة على أحسن الوجوه وأكملها قال تعالى: ﴿وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود:120]
وقال جل شأنه: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ﴾ [الأحقاف:35]، وقال جل وعلا: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام:90].
إلى غير ذلك من الآيات التي جاءت عقب قصص الأنبياء أو في ثناياه.
وتجئ القصة القرآنية فتبرز قواعد التوحيد في صور منتزعة من الواقع لا خيال فيها ولا تمويه، فتمثل في أذهان الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فيجدون فيها العبرة والعظة والسلوى، فيزدادون تمسكاً بالعقيدة التي جاءت بها جميع الرسل واجمعوا على اعتناقها.
(ج) ولا يخفى ما في القصص القرآني من تأييد للنبي صلى الله عليه وسلم فهو أُمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، ولم يجلس إلى حَبر من أحبار اليهود ولا راهب من رهبان النصارى، ولا إلى معلم من هنا أو هناك، ومع ذلك قد جاءهم بأنباء الرسل وأخبار الأمم الماضية بأسلوب مهذب مقنع فيه الصدق كله، لا ينكر شيئاً منه ألا جاحد أو مكابر.
قال تعالى: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [هود:49].
وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ [يوسف:102].
وقال عز من قال: ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ44/28وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ45/28وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [القصص:44-46].
(د) وفي قصص القرآن تقويم للأخلاق، وتزكية للنفوس، وتهذيب للطباع من خلال ما يبثه على مسامع الناس من المواعظ والعبر والمواقف الدالة بمضمونها على نوازع الخير والشر في الإنسان، والتنبيه على سبل اكتساب الخير وسبل السلامة من دوافع الشر.
فهو منهج تربوي حكيم ليس له نظير؛ لأنه تعبير عن واقع الإنسانية كلها وتصوير صادق لغرائزها ومَلَكاتها، ورغباتها ومقوماتها، وأحوالها المختلفة، وما يؤول إليه أمرها في تقلباتها، وقربها أو بعدها عن فطرتها.
وسنرى ذلك واضحاً جلياً في كل قصة من قصصه.
فالقرآن كله كتاب هداية ومنهج حياة، وفي قصصه عبرة لأولي الألباب وفيه بيان مشرق لكل ما يحتاج إليه الناس في دنياهم، وكشف عما يلقونه في أخراهم بأسلوب يخلو من الغموض والالتباس، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [يوسف:111].
(ه) والخلاصة أن مقاصد القصص القرآني وغاياته هي الدعوة إلى الحق، والهداية إلى مواقع الخير، وإقامة وجه الإنسانية على مسالك الحق والخير والميل بها عن مسارب الضلال والبوار، فليس في القصص ما في غيره من القصص من تلك المواقف والصور التي يراد منها استثارة العواطف المريضة، واسترضاء الميول المنحرفة في الإنسان وتملقه بها، واقتياده منها. وإنما القصص القرآني حرب على هذه العواطف المريضة، وتلك الميول المنحرفة، يلقاها في حزم وحسم، وينزل أصحابها منازل البوار والهوان في كل موقف يلقاها فيه، ذلك لأنه كما وصفه الله سبحانه بقوله: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ [هود:62].
وما كان للحق أن يلبس الباطل أو يسلك مسالكه.
* * *
* المرجع: قصص القرآن: د. محمد بكر إسماعيل.
ولا ينكر أحد أبداً ما جاء به القصص القرآني من توجيهات دينية لكل ما جاء به الإسلام من مبادئ وعقائد، ولكل ما أنكره الإسلام من خلق وعادات وآراء زائفة وعقائد وعبادات باطلة، نلمح هذا ونحسه أغراضاً وأهدافاً تأتي بين طيات هذا القصص وفي ثناياه.
ويجدر بنا أن نوجز هذه الأغراض السامية في السطور التالية:
(أ) تثبيت العقائد الصحيحة ونفي الخرافات والأفكار القديمة، إذ يبدو بكل وضوح في القصص القرآني أنه يتجه في جملته إلى إرساء دعائم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وذلك بذكر أقوال المرسلين وأفعالهم، وتصوير ما هم عليه من كمال في الدين وسمو في الخلق ونبل في السلوك.
وهذا المقصد هو من أمهات المقاصد وأسماها يدل عليه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ﴾ [الأنبياء:25].
ولقد كان في قصص القرآن دروس وعبر، وآيات ونذر، يهدى بها الله من شاء من عباده ليقبلوا دعوة الله، ويتحولوا عن الأوضاع الجاهلية في ممارسة ما كان عليه الآباء من الشرك والوثنية وشؤون الجاهلية.
والحق الذي لا مرية فيه أن دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانت واحدة في مجموعها وفي أصلها وفي اتجاهها، يقرر ذلك قوله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى:13]
(ب) وفي القصص القرآني تثبيت لقلب النبي صلى الله عليه وسلم ومواساة له وللمؤمنين معه، وحث على مواصلة الدعوة إلى الله تعالى في تؤدة وصبر وجلد، ولذلك نرى القرآن الكريم يحض في ثنايا القصص على التأسى بالأنبياء والمرسلين والاقتداء بهم في سيرتهم مع أممهم حتى يتمكنوا من تبليغ الرسالة على أحسن الوجوه وأكملها قال تعالى: ﴿وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود:120]
وقال جل شأنه: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ﴾ [الأحقاف:35]، وقال جل وعلا: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام:90].
إلى غير ذلك من الآيات التي جاءت عقب قصص الأنبياء أو في ثناياه.
وتجئ القصة القرآنية فتبرز قواعد التوحيد في صور منتزعة من الواقع لا خيال فيها ولا تمويه، فتمثل في أذهان الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فيجدون فيها العبرة والعظة والسلوى، فيزدادون تمسكاً بالعقيدة التي جاءت بها جميع الرسل واجمعوا على اعتناقها.
(ج) ولا يخفى ما في القصص القرآني من تأييد للنبي صلى الله عليه وسلم فهو أُمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، ولم يجلس إلى حَبر من أحبار اليهود ولا راهب من رهبان النصارى، ولا إلى معلم من هنا أو هناك، ومع ذلك قد جاءهم بأنباء الرسل وأخبار الأمم الماضية بأسلوب مهذب مقنع فيه الصدق كله، لا ينكر شيئاً منه ألا جاحد أو مكابر.
قال تعالى: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [هود:49].
وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ [يوسف:102].
وقال عز من قال: ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ44/28وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ45/28وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [القصص:44-46].
(د) وفي قصص القرآن تقويم للأخلاق، وتزكية للنفوس، وتهذيب للطباع من خلال ما يبثه على مسامع الناس من المواعظ والعبر والمواقف الدالة بمضمونها على نوازع الخير والشر في الإنسان، والتنبيه على سبل اكتساب الخير وسبل السلامة من دوافع الشر.
فهو منهج تربوي حكيم ليس له نظير؛ لأنه تعبير عن واقع الإنسانية كلها وتصوير صادق لغرائزها ومَلَكاتها، ورغباتها ومقوماتها، وأحوالها المختلفة، وما يؤول إليه أمرها في تقلباتها، وقربها أو بعدها عن فطرتها.
وسنرى ذلك واضحاً جلياً في كل قصة من قصصه.
فالقرآن كله كتاب هداية ومنهج حياة، وفي قصصه عبرة لأولي الألباب وفيه بيان مشرق لكل ما يحتاج إليه الناس في دنياهم، وكشف عما يلقونه في أخراهم بأسلوب يخلو من الغموض والالتباس، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [يوسف:111].
(ه) والخلاصة أن مقاصد القصص القرآني وغاياته هي الدعوة إلى الحق، والهداية إلى مواقع الخير، وإقامة وجه الإنسانية على مسالك الحق والخير والميل بها عن مسارب الضلال والبوار، فليس في القصص ما في غيره من القصص من تلك المواقف والصور التي يراد منها استثارة العواطف المريضة، واسترضاء الميول المنحرفة في الإنسان وتملقه بها، واقتياده منها. وإنما القصص القرآني حرب على هذه العواطف المريضة، وتلك الميول المنحرفة، يلقاها في حزم وحسم، وينزل أصحابها منازل البوار والهوان في كل موقف يلقاها فيه، ذلك لأنه كما وصفه الله سبحانه بقوله: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ [هود:62].
وما كان للحق أن يلبس الباطل أو يسلك مسالكه.
* * *
* المرجع: قصص القرآن: د. محمد بكر إسماعيل.